![]() |
إعلانات | ||||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الإسلام .. والتقليد الأعمى للغرب الأجنبي ( 3 - 3 ) د. كمال علاونه أستاذ العلوم السياسية - فلسطين يقول الله جل جلاله : { يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31) قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (32) قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (33)}( القرآن المجيد ، الأعراف ) . اختص الإسلام المجتمع الإسلامي بنظام خاص ومميز في الأصول الجمالية وفي المأكل والمشرب والملبس والتزين ، ونهى عن تقليد الأمم والشعوب الأخرى في الحياة العامة والخاصة . فهناك نمط إسلامي واضح وبين يمتاز فيها المجتمع المسلم عن غيره من المجتمعات الأخرى السابقة واللاحقة والحالية . وحض المسلمين على التخلق بخلق الإسلام والإلتزام بتعاليمه فإن لم يلتزم الناس بذلك عمل على إلزامهم بتطبيق النهج الإسلامي الحياتي المعاش ليكون المسلمون متميزون عن غيرهم في كل شيء بما يحفظ كرامتهم وإنسانيتهم ولا يجعلهم إمعة أو مجتمع هالك متهالك على الشهوات والغرائز . فقد نظم الإسلام أسس وقواعد عامة ليسير عليها المسلمون للسمو بهم نحو معالي ومفاخر الأخلاق النبيلة والحميدة والابتعاد عن سفاسف الأمور والأخلاق الذممية . وإذا كان الإسلام العظيم يهتم بالجوهر والجمال الإنساني ، فإنه في المقابل نهى عن بعض المحرمات للذكور أو الإناث . ومن أمثلة ذلك : نهى النساء عن اللبس غير الساتر وهو الشفاف الذي يبين ما تحته من جسم المرأة ، وأوضح أن المرأة لا يجوز أن يرى منها إلا وجهها وكفيها . قال الله تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا } [1] . عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ دَخَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهَا ثِيَابٌ رِقَاقٌ ، فَأَعْرَضَ عَنْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَالَ : " يَا أَسْمَاءُ إِنَّ الْمَرْأَةَ إِذَا بَلَغَتْ الْمَحِيضَ لَمْ تَصْلُحْ أَنْ يُرَى مِنْهَا إِلَّا هَذَا وَهَذَا ، وَأَشَارَ إِلَى وَجْهِهِ وَكَفَّيْهِ " [2] . وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا : قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلَاتٌ مَائِلَاتٌ رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ لَا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلَا يَجِدْنَ رِيحَهَا وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا " [3] . وقال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " سَيَكُونُ فِي آخِرِ أُمَّتِي رِجَالٌ يَرْكَبُونَ عَلَى السُّرُوجِ كَأَشْبَاهِ الرِّجَالِ يَنْزِلُونَ عَلَى أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ نِسَاؤُهُمْ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ عَلَى رُءُوسِهِمْ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْعِجَافِ ، الْعَنُوهُنَّ فَإِنَّهُنَّ مَلْعُونَاتٌ لَوْ كَانَتْ وَرَاءَكُمْ أُمَّةٌ مِنْ الْأُمَمِ لَخَدَمْنَ نِسَاؤُكُمْ نِسَاءَهُمْ كَمَا يَخْدِمْنَكُمْ نِسَاءُ الْأُمَمِ قَبْلَكُمْ " [4] . ومعنى أسنمة جمع سنام : وهو أعلى كل شيء وذروته وسنام البعير أو الحيوان الجزء المرتفع من ظهره . والبُخْتِية : الأنثى من الجِمال البُخْت، والذكر بُخْتِيٌّ ، وهي جِمال طِوَال الأعناق . والعجاف : جمع عجفاء وهي الهزيلة النحيلة . وأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " لَا يَنْظُرُ الرَّجُلُ إِلَى عَوْرَةِ الرَّجُلِ وَلَا الْمَرْأَةُ إِلَى عَوْرَةِ الْمَرْأَةِ وَلَا يُفْضِي الرَّجُلُ إِلَى الرَّجُلِ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ وَلَا تُفْضِي الْمَرْأَةُ إِلَى الْمَرْأَةِ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ " [5] . وعَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : " أَمَرَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَبْعٍ وَنَهَانَا عَنْ سَبْعٍ أَمَرَنَا بِاتِّبَاعِ الْجَنَائِزِ وَعِيَادَةِ الْمَرِيضِ وَإِجَابَةِ الدَّاعِي وَنَصْرِ الْمَظْلُومِ وَإِبْرَارِ الْقَسَمِ وَرَدِّ السَّلَامِ وَتَشْمِيتِ الْعَاطِسِ وَنَهَانَا عَنْ آنِيَةِ الْفِضَّةِ وَخَاتَمِ الذَّهَبِ وَالْحَرِيرِ وَالدِّيبَاجِ وَالْقَسِّيِّ وَالْإِسْتَبْرَقِ " [6] . ثانيا : التَزَيُّن بلبس الحلي : التَّحَفُّل هو التَزَيُّن . والتَّقَيُّنُ: التزين بألوان الزينة [7] . والتَّزَخْرفُ: التَّزَين . ويقال التَّزيُّن : التَّهَيُّؤِ بالهَيئة الحسنة الجميلة . والحلي هي المعادن النفيسة كالذهب والفضة . والتبذُّل : ترك التزيُّن والتجمُّل . والتزيُّن والتصنُّع في الِّزيِّ من شأْن الإِناث . ونهى الإسلام الرجال عن التختم بخاتم الذهب أو سلسال أو قلادة الذهب . وأجاز لهم استعمال الفضة كخاتم . ونهى عن كنز الذهب والفضة ، واعتبر الإسلام من الْكَرَاهِيَةُ لِلنِّسَاءِ فِي إِظْهَارِ الْحُلِيِّ وَالذَّهَبِ . وأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَمْنَعُ أَهْلَهُ الْحِلْيَةَ وَالْحَرِيرَ وَيَقُولُ : " إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ حِلْيَةَ الْجَنَّةِ وَحَرِيرَهَا فَلَا تَلْبَسُوهَا فِي الدُّنْيَا " [8] . وأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " أُحِلَّ الذَّهَبُ وَالْحَرِيرُ لِإِنَاثِ أُمَّتِي وَحُرِّمَ عَلَى ذُكُورِهَا " [9] . وفي حديث آخر ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " حُرِّمَ لِبَاسُ الْحَرِيرِ وَالذَّهَبِ عَلَى ذُكُورِ أُمَّتِي وَأُحِلَّ لِإِنَاثِهِمْ " [10] . كما نهى الإسلام عن عدم إخراج الزكاة من الذهب والفضة . قال الله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ . يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ } [11] . ثالثا : التَّعَطُّرُ أو التطيب : بمعنى التطيب بالطيب ( التعطر بالعطر ) ذو الرائحة الطيبة كالمسك والأذفر والعنبر وغيرها لرجال داخل البيوت وخارجها ، وللنساء داخل البيوت فقط وعدم التعطر خارج البيوت في الشوارع والمؤسسات والوزارات وأماكن العمل . قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَتَطَهَّرَ بِمَا اسْتَطَاعَ مِنْ طُهْرٍ ثُمَّ ادَّهَنَ أَوْ مَسَّ مِنْ طِيبٍ ثُمَّ رَاحَ فَلَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ اثْنَيْنِ فَصَلَّى مَا كُتِبَ لَهُ ثُمَّ إِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ أَنْصَتَ غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى " [12] . وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَرْبَعٌ مِنْ سُنَنِ الْمُرْسَلِينَ الْحَيَاءُ وَالتَّعَطُّرُ وَالسِّوَاكُ وَالنِّكَاحُ " [13] . وفي رواية أخرى ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ : " خَمْسٌ مِنْ سُنَنِ الْمُرْسَلِينَ: الْحَيَاءُ وَالْحِلْمُ وَالْحِجَامَةُ وَالسِّوَاكُ وَالتَّعَطُّرُ " [14] . وأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " اغْتَسِلُوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَاغْسِلُوا رُءُوسَكُمْ وَإِنْ لَمْ تَكُونُوا جُنُبًا وَأَصِيبُوا مِنْ الطِّيبِ " [15] . وعَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ يُحِبُّ الطَّيِّبَ نَظِيفٌ يُحِبُّ النَّظَافَةَ كَرِيمٌ يُحِبُّ الْكَرَمَ جَوَادٌ يُحِبُّ الْجُودَ فَنَظِّفُوا أَفْنِيَتَكُمْ وَلَا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ " [16] . وأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " غُسْلُ يَوْمِ الْجُمُعَةِ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ وَسِوَاكٌ وَيَمَسُّ مِنْ الطِّيبِ مَا قَدَرَ عَلَيْهِ " [17] . وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَطْيَبُ الطِّيبِ الْمِسْكُ " [18] . وسَأَل أَنَس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ صفة النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : " مَا كُنْتُ أُحِبُّ أَنْ أَرَاهُ مِنْ الشَّهْرِ صَائِمًا إِلَّا رَأَيْتُهُ وَلَا مُفْطِرًا إِلَّا رَأَيْتُهُ ، وَلَا مِنْ اللَّيْلِ قَائِمًا إِلَّا رَأَيْتُهُ ، وَلَا نَائِمًا إِلَّا رَأَيْتُهُ . وَلَا مَسِسْتُ خَزَّةً وَلَا حَرِيرَةً أَلْيَنَ مِنْ كَفِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا شَمِمْتُ مِسْكَةً وَلَا عَبِيرَةً أَطْيَبَ رَائِحَةً مِنْ رَائِحَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " [19] . وسَأَلْتُ عَائِشَةَ أَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَطَيَّبُ قَالَتْ : " نَعَمْ بِذِكَارَةِ الطِّيبِ الْمِسْكِ وَالْعَنْبَرِ " [20] . وعَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " طِيبُ الرِّجَالِ مَا ظَهَرَ رِيحُهُ وَخَفِيَ لَوْنُهُ . وَطِيبُ النِّسَاءِ مَا ظَهَرَ لَوْنُهُ وَخَفِيَ رِيحُهُ " [21] . وشدد الإسلام على ضرورة عدم تعطر المرأة خارج بيتها ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَيُّمَا امْرَأَةٍ اسْتَعْطَرَتْ فَمَرَّتْ عَلَى قَوْمٍ لِيَجِدُوا مِنْ رِيحِهَا فَهِيَ زَانِيَةٌ " [22] . رابعا : الإكتحالُ : الإكتحالُ هو وضع الكحل على العينين الإثنتين . والاكتحال : ذر الكحل في العين ، أو دلك الأجفان به ، سواء أكان للتزين أم للتداوي . ومن السنة الاكتحال ، لإضفاء الجمال على الإنسان ، وتنقية البصر وإنبات الشعر . وأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِنَّ مِنْ خَيْرِ أَكْحَالِكُمُ الْإِثْمِدَ إِنَّهُ يَجْلُو الْبَصَرَ وَيُنْبِتُ الشَّعَرَ " [23] . خامسا : حلاقة الشعر : دعا الإسلام إلى تنظيم الحلاقة ، وتجميل الإنسان نفسه باستعمال الحلاقة للرجال في الحج وفي الأيام العادية . وتتفرع الحلاقة والتجميل في الإسلام إلى فرعين للذكور والإناث على النحو الآتي : 1. حلاقة وتجميل الرجل : فمن ذلك َالْحِلَاقُة وَحَلْقُ وقص الشَّعْرِ وَإِلْقَاءُ التَّفَثِ وَلُبْسُ الثِّيَابِ وَقَصَّ شَارِبَهُ وَأَخَذَ الرجل مِنْ لِحْيَتِهِ . فطلب الإسلام من الرجل المسلم أن يَحْلِقْ شعر رأسه أو يُقَصِّرْه وأن يجعل له غرة عند مقدمة رأسه . َقَالَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " إِنَّ أُمَّتِي يُدْعَوْنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ فَمَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ " [24] . وعَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ الْقَزَعِ . قَالَ قُلْتُ لِنَافِعٍ وَمَا الْقَزَعُ قَالَ يُحْلَقُ بَعْضُ رَأْسِ الصَّبِيِّ وَيُتْرَكُ بَعْضٌ فَتُتْرَكَ لَهُ ذُؤَابَةٌ [25] . وفي موسم الحج ، بالنسبة للْحَلْقِ وَالتَّقْصِيرِ عِنْدَ الْإِحْلَالِ . قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ . قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلِلْمُقَصِّرِينَ ؟ قَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ . قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلِلْمُقَصِّرِينَ ؟ قَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ . قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلِلْمُقَصِّرِينَ ؟ قَالَ : وَلِلْمُقَصِّرِينَ " [26] . وفي رواية أخرى ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " اللَّهُمَّ ارْحَمْ الْمُحَلِّقِينَ . قَالُوا : وَالْمُقَصِّرِينَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : اللَّهُمَّ ارْحَمْ الْمُحَلِّقِينَ . قَالُوا : وَالْمُقَصِّرِينَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : وَالْمُقَصِّرِينَ " [27] . قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ لِمَ ظَاهَرْتَ لِلْمُحَلِّقِينَ ثَلَاثًا وَلِلْمُقَصِّرِينَ وَاحِدَةً ، قَالَ : " إِنَّهُمْ لَمْ يَشُكُّوا " [28] . وفي هذا تفضيل وتحبيذ بأن يكون من السنة الإسلامية السمحة أن يحلق الإنسان رأسه كله على الصفر أو على درجة معينة متماثلة ولا يقزعه كما يعمل الحلاقين لمعظم شباب هذا العصر على الطريقة القزعية الأجنبية الدخيلة بما يسمى قصة الأسد والثعلب والمارينز وغيرها ، وإن كان لا بد من التقصير فبشكل متوازن بين جنبات شعر الرأس للرجل . 2. تجميلُ المرأة : تجميل المرأة بمعنى تحسين مظهرها الخارجي ، لإظهارها حلوة وجميلة . وقد طلب الإسلام من المرأة التزين داخل البيت ومنعها من التزين خارجه للحفاظ عليها وعلى شرفها وإبعاد نظرة الريبة لها . فمثلا منع المرأة من لبس الشعر المستعار والظهور متبرجة وكأنها كاسية عارية في الشوارع والمدارس والجامعات وأماكن العمل وغيرها . وقد حرم الإسلام فِعْلِ الْوَاصِلَةِ وَالْمُسْتَوْصِلَةِ وَالْوَاشِمَةِ وَالْمُسْتَوْشِمَةِ وَالنَّامِصَةِ وَالْمُتَنَمِّصَةِ وَالْمُتَفَلِّجَاتِ وَالْمُغَيِّرَاتِ خَلْقِ اللَّهِ [29] . وحدث أن جَاءَتْ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ : إِنَّ لِي ابْنَةً عُرَيِّسًا أَصَابَتْهَا حَصْبَةٌ فَتَمَرَّقَ شَعْرُهَا أَفَأَصِلُهُ فَقَالَ : " لَعَنَ اللَّهُ الْوَاصِلَةَ وَالْمُسْتَوْصِلَةَ " [30] . وفي رواية أخرى ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :" لَعَنَ اللَّهُ الْوَاصِلَةَ وَالْمُسْتَوْصِلَةَ وَالْوَاشِمَةَ وَالْمُسْتَوْشِمَةَ " [31] . والْوَشْمُ فِي اللِّثَةِ والوجه . ولَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْوَاشِمَاتِ وَالْمُوتَشِمَاتِ وَالْمُتَنَمِّصَاتِ وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ الْمُغَيِّرَاتِ وَالْوَاصِلَةِ وَالْمُسْتَوْصِلَةِ وَالنَّامِصَةِ وَالْمُتَنَمِّصَةِ [32] . وبالنسبة للْخِضَابِ وهي صبغ الرأس واللحية للرجال ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى لَا يَصْبُغُونَ فَخَالِفُوهُمْ " [33] . وعَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :" إِنَّ أَحْسَنَ مَا غُيِّرَ بِهِ الشَّيْبُ الْحِنَّاءُ وَالْكَتَمُ " [34] . وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : " أُتِيَ بِأَبِي قُحَافَةَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ وَرَأْسُهُ وَلِحْيَتُهُ كَالثَّغَامَةِ بَيَاضًا . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " غَيِّرُوا هَذَا بِشَيْءٍ وَاجْتَنِبُوا السَّوَادَ " [35] . وعَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ بِالْخَلُوقِ فَقُلْتُ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنَّكَ تُصَفِّرُ لِحْيَتَكَ بِالْخَلُوقِ قَالَ إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَفِّرُ بِهَا لِحْيَتَهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِنْ الصِّبْغِ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْهَا وَلَقَدْ كَانَ يَصْبُغُ بِهَا ثِيَابَهُ كُلَّهَا حَتَّى عِمَامَتَهُ [36] . وأَنَّ عُبَيْدَ بْنَ جُرَيْجٍ سَأَلَ ابْنَ عُمَرَ قَالَ : " رَأَيْتُكَ تُصَفِّرُ لِحْيَتَكَ بِالْوَرْسِ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ أَمَّا تَصْفِيرِي لِحْيَتِي فَإِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ " [37]. [1] القرآن الكريم ، سورة الأحزاب ، الآية 59 . [2] سنن أبي داود ، الجزء 11 ، ص 145 . [3] صحيح مسلم ، الجزء 11 ، ص 59 . [4] مسند أحمد ، الجزء 14 ، ص 324 . والمستدرك على الصحيحين ، الجزء 19 ، ص 224 . [5] صحيح مسلم ، الجزء 2 ، ص 238 . [6] صحيح البخاري ، الجزء 4 ، ص 460 . [7] قاموس العين ، الجزء 1 ، ص 219 ، 413 . [8] سنن النسائي ، الجزء 15 ، ص 384 . [9] سنن النسائي ، الجزء 15 ، ص 396 . [10] سنن الترمذي ، الجزء 6 ، ص 325 . [11] القرآن الكريم ، سورة التوبة ، الآيات 34 – 35 . [12] صحيح البخاري ، الجزء 3 ، ص 436 . [13] سنن الترمذي ، الجزء 4 ، ص 254 . ومسند أحمد ، الجزء 48 ، ص 73 . [14] المعجم الكبير للطبراني ، الجزء 16 ، ص 158 . [15] صحيح البخاري ، الجزء 3 ، ص 400 . [16] سنن الترمذي ، الجزء 9 ، ص 488 . [17] صحيح مسلم ، الجزء 4 ، ص 313 . [18] سنن الترمذي ، الجزء 4 ، ص 105 . سنن النسائي ، الجزء 6 ، ص 471 . [19] صحيح البخاري ، الجزء 7 ، ص 83 . [20] سنن النسائي ، الجزء 15 ، ص 357 . [21] سنن النسائي ، الجزء 15 ، ص 360 . [22] سنن النسائي ، الجزء 15 ، ص 370 . [23] سنن النسائي ، الجزء 15 ، ص 351 . [24] صحيح البخاري ، الجزء 1 ، ص 234 . وصحيح مسلم ، الجزء 2 ، ص 49 . [25] صحيح مسلم ، الجزء 11 ، ص 44 . سنن أبي داود ، الجزء 11 ، ص 256 ومسند أحمد ، الجزء 9 ، ص 279 . [26] صحيح البخاري ، الجزء 6 ، ص 211 .وصحيح مسلم ، الجزء 6 ، ص 439 . واللفظ لمسلم . [27] صحيح البخاري ، الجزء 6 ، ص 210 . [28] سنن ابن ماجه ، الجزء 9 ، ص 158 . [29] صحيح مسلم ، الجزء 11 ، ص 47 . [30]صحيح مسلم ، الجزء 11 ، ص 48 . [31] سنن الترمذي ، الجزء 6 ، ص 387 . [32] سنن النسائي ، الجزء 15 ، ص 334 – 335 . [33] صحيح البخاري ، الجزء 18 ، ص 258 . [34] سنن الترمذي ، الجزء 6 ، ص 376 . وسنن أبي داود ، الجزء 11 ، ص 271 . [35] سنن أبي داود ، الجزء 11 ، ص 270 . [36] سنن النسائي ، الجزء 15 ، ص 314 . [37]سنن ابن ماجه ، الجزء 11 ، ص 2 . |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الإسلام .. والتقليد الأعمى للغرب الأجنبي ( 2 - 3 ) ( د. كمال علاونه ) | د. كمال إبراهيم علاونه | الحياة الإسلامية - فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً | 0 | 30-10-2008 07:09 AM |
الإسلام .. والتقليد الأعمى للغرب الأجنبي ( 1 - 3 ) ( د. كمال علاونه ) | د. كمال إبراهيم علاونه | الحياة الإسلامية - فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً | 0 | 30-10-2008 07:03 AM |
الميراث في الإسلام العظيم ( د. كمال علاونه ) | د. كمال إبراهيم علاونه | القرآن المجيد - بَلْ هُوَ قُرْآَنٌ مَجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ | 0 | 26-10-2008 10:42 PM |
إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ .. التمييز في الإسلام ( 2 - 2 ) ( د. كمال علاونه ) | د. كمال إبراهيم علاونه | حقوق الإنسان - لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ | 0 | 02-10-2008 10:09 AM |
اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ .. هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى .. وصراط الله العادل هو الصراط الأصلح .. رسائل الله لآدم وحواء ( د. كمال علاونه ) | د. كمال إبراهيم علاونه | أركان الإسلام : الشَّهَادَتان - الصَّلَاةُ - الزَّكَاةُ - الصِّيَامُ - الْحَجُّ | 0 | 01-09-2008 05:44 AM |
:: مواقع صديقة :: |
::
فلسطين العربية المسلمة ::
المكتبة الصوتية للقرآن الكريم ::
شبكة الإسراء والمعراج ( إسراج ) الانجليزية ::
الأرض المقدسة :: :: alexa :: :: google :: شبكة الإسراء والمعراج ( إسراج ) :: |