
الإحراق اليهودي للمساجد الإسلامية في فلسطين
د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية والإعلام
رئيس مجلس إدارة
شبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )
نابلس - فلسطين العربية المسلمة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
يقول اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ جَلَّ جَلَالُهُ :{ يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (34) يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ (35)}( القرآن المجيد – التوبة ) .
إشتدت وتيرة إحراق المساجد الإسلامية في فلسطين عامة ، وفي الضفة الغربية المحتلة خاصة خلال العام الجاري ، 1432 هـ / 2011 م ، والأعوام السابقة ، حيث يتسلل العديد من أفراد المافيا الصهيونية وعصابات المستوطنين المتدينين اليهود ، لبيوت الله كرمز من الرموز الإسلامية الخالدة ابد الدهر ، في جنح الظلام ، كخفافيش الليل ، مستغلين نوم الناس المسلمين ، من أهل الإسلام والمساجد ، في ساعات السواد الدنيوية ، بعيد منتصف الليل ، فيقومون بإرتكاب جرائمهم الخبيثة ضد أماكن العبادة الإسلامية ، فيدنسون طهارتها النقية ، ويحرقون هذا المسجد أو ذاك ، ويتلفون محتوياته ، ويبولون قذاراتهم فيها ، الخفيفة والثقيلة ، ويمزقون ويحرقون المصاحف كنسخ من القرآن المجيد ، الدستور الإلهي العظيم لجميع البشر في الكرة الأرضية ، من أقصاها إلى أقصاها .
وفي ظل هذه الاستفزازات اليهودية المتطرفة ، ومسلسل الإحراق المتعمد ، لبيوت الله في الأرض ، فإن أهل فلسطين من السكان الأصليين ، يزمجرون عن بعد ، ويفرغون كبتهم النفسي والاجتماعي والديني ، بالسباب والشتائم ، وإطلاق التهديدات الإعلامية ، الجوفاء بلا حسيب أو رقيب ، ونسوا أو تناسوا أن هذه الاستفزازات لا تحل بهذه الدعايات الإعلامية ، وإنما بإتخاذ الطرق الحقيقية الكفيلة بالدفاع عن حمى المقدسات الإسلامية ، بجميع الطرق والأشكال ، المشروعة المتاحة ، قانونيا وشرائعيا ، سماويا وأرضيا ، لتجنب اللدغ أكثر من مرة واحدة ، فلا بد من حراسة فلسطينية ليلية مناوبة رسمية وطوعية في الآن ذاته للمساجد الإسلامية ، ولا بد من تعاون الجميع رسميا وشعبيا في هذا المجال .
لقد إنتشرت السادية اليهودية المتطرفة ضد الأرض الفلسطينية عامة وضد بيوت الله الإسلامية خاصة ، لدى أبناء الأمة الإسلامية في الأرض المقدسة ، أرض الرباط المقدس في أرض فلسطين ، وتكررت هذه الأفعال الإجرامية العبثية المشينة ، في العديد من المساجد في الضفة الغربية المحتلة وهي الوسط الشرق من فلسطين التي احتلتها قوات الاحتلال الصهيوني عام 1967 ، فأحرق المتطرفون اليهود مسجد اللبن الشرقية أكثر من مرة جنوبي نابلس ، وأحرقوا مسجد ياسوف قرب سلفيت ، وأحرقوا مسجد المغير شمالي شرق رام الله ، وإعتدوا على مسجد حوارة جنوب نابلس ، ورسموا وكتبوا كتاباتهم المعادية على مساجد بيت لحم وغيرها ، والحبل على الجرار . فيا ترى أي مسجد بعد هذه المساجد سيحرقه المستوطنون اليهود ، بلا عقاب ؟؟!
الأحرى بالمواطنين المسلمين الفلسطينيين ، أن يبادروا للدفاع عن أنفسهم ، وأن يصدوا الهجمات المعادية ضد المساجد الإسلامية في فلسطين ، ليس فقط مساجد الضفة الغربية بل ومساجد فلسطين المحتلة عام 1948 التي تعرضت للعديد من الإجراءات العنصرية الصهيونية كردمها وتحويل بعضها لمتاحف أثرية وبارات ليلية وحظائر أبقار وأغنام وطيور ومواقف سيارات وحدائق ومتنزهات وغيرها ، حيث طالت السياسة الصهيونية أكثر من 1200 مسجد إسلامي في فلسطين المحتلة منذ أكثر من 63 عاما . ولا ننسى عملية الإحراق الحقيرة التي تعرض لها المسجد الأول في الأرض المقدسة ، أعني المسجد الأقصى المبارك ، في آب عام 1969 ، ولا زالت محاولات هدمه وحرقه متصاعدة بين الحين والآخر حتى هذه اللحظة .
أكمل القراءة »